”إن المعلم الذي يحرص على علاقاته مع طلابه لا يجعل منهم فقط طلابًا لعام واحد، بل سيكسبونه معلمًا مدى الحياة“.
قبل الجائحة، كانت العلاقة بين الطلاب والأساتذة علاقة خطّية ثنائية الاتجاه. يشرح المعلم ما يرغب في قوله للطلاب في نفس المكان والزمان ويتأكد من فهمهم من خلال ما تقوله أعينهم، ويستفسر الطالب عن مسألة ما ويُبدي فهمه من خلال تعابير وجهه. أما خلال الجائحة فالعلاقة قد تغيرت كثيرًا، أصبح هناك ”وسيط“ بين الطالب والمعلم، وهذا الوسيط غيّر ظرف المكان وأحيانًا الزمان. كان الأهل هم المساعدون الحقيقيون في هذه المعضلة، واضطر المعلمون والمعلمات إلى أن يبذلوا جهدًا ووقتًا إضافيًا وأن يفكروا بطريقة أكثر إبداعية. هذا من أجل إيصال وشرح المادة التعليمية، لكن ماذا عن العلاقة بين الطالب والمعلم؟
تخبرنا إحدى المعلمات أن هذا الوسيط أو الجهاز الذي كان حلقة وصل أساسية يومية في كثير من الأحيان كان ”تليفون خربان“ بسبب ضعف الاتصال أو فقدانه وبالتالي كان من الصعب إيصال المشاعر الإيجابية في وقت الدرس القصير، وانصب كل الاهتمام على الدروس فقط، وتبعًا لذلك أُهملت العلاقة بين المعلم والطالب.
هناك العديد من الأبحاث التي تُظهر أن العلاقة القوية بين المعلم والطالب تساعد الطالب على التكيف مع المدرسة، وتطور من مهاراته الاجتماعية وتعزز من أداءه المدرسي من خلال التحفيز. لذلك بعد العودة إلى المدارس وإلى العلاقة ثنائية الاتجاه بعد أن كانت لفترة طويلة أحادية الاتجاه، يحتاج المعلمون إلى التذكير ببعض المهارات التي تساعدهم في تقوية العلاقة بينهم وبين طلابهم، هنا أبرز هذه النصائح:
- اعرف تلاميذك: معرفة التلاميذ تساهم في إيصال المعلومة لهم بطريقة أكثر مرحًا وإيجابية وتساعدك على تقوية علاقتك بهم. لكن أثناء الجائحة لم تتسن الفرصة للمعلمين والمعلمات أن يتعرفوا على طلابهم وطالباتهم بسبب القيود. لذلك، رؤيتهم وجهًا لوجه والتحدث إليهم هي أفضل طريقة لذلك. حاول أن تتحدث إليهم في بداية الدرس وبشكل عام عن كيف كان يومهم أو أمسهم أو عن الأحداث الرياضية حتى يساعدك ذلك لاحقًا على تشجيعهم والرفع من مهاراتهم المدرسية عن طريق ربطها بخبراتهم. على سبيل المثال إذا كان الطالب يحب كرة القدم وقدم إليك ليسألك عن مسألة حسابية، حاول أن تجيب عليه بطريقة تُدخِل فيها كرة القدم. أما إذا كان الطالب خجولًا من رفع يديه والمشاركة في الفصل، فحاول أن تتحدث إليه على انفراد وتسأله في نهاية الدرس عما إذا كان لديه سؤالًا أو استفسارًا.
- النقد الإيجابي: كما أنه من الضروري أن تركز على الجانب الإيجابي من أعمال الطلاب، فكذلك من الأفضل أن تراقب طريقة محادثاتك معهم ولغة الجسد الخاصة بك. كيف تصبح تعابير وجهك عندما يُخطئ الطالب في الإجابة؟ كيف تُعلّق على سؤال آخر كان سارح الذهن ويحتاج إلى إجابة قد شرحتها مسبقًا؟
عندما تراجع واجبات الطلاب المدرسية خاصة كتاباتهم، احرص على أن تزودهم بتعليقات تحتوي على تعليمات واضحة قابلة للتنفيذ حتى يكون نقدك مفيدًا، مثل ”اتبع الاقتراحات التي كتبتها لك بخصوص هذا الموضوع“. وعبّر لهم عن ثقتك بقدراتهم مثل ”هذا الواجب صعب لكني أعلم أنك تستطيعون حله“.
- أنا أراك: بعد قضاء وقت طويل خلف الأجهزة، أصبح الطلاب أمام المعلم وجهًا لوجه. من الضروري الإدراك أن كل طالب لديه الحاجة إلى أن يكون مُلاحظًا ومسموعًا. هل كنت مرة في مجموعة ولم يستمع إليك أحد؟ هل تتذكر كيف كان شعورك وقتها ومدى ثقتك بنفسك؟ عندما يشعر الطالب بأنه مهم فذلك يزيد من فرصة مشاركته واهتمامه بالدرس.
هنا بعض الاقتراحات:
- لا تتعجل: إن المعلم الفطن يُدرك أن كل طالب يتعلم بطريقة مختلفة عن الآخر، وبمستوى مختلف أيضًا. استغرقت الدراسة عن بعد وقتًا طويلًا نسبيًا بسبب الجائحة، لذلك لا تتوقع من الطلاب أن يعتادوا على العلاقة المباشرة بسرعة. شجع التصادق بين الطلبة أنفسهم من خلال توزيع المهام المشتركة، لأن ذلك سينعكس إيجابيًا على علاقتك بهم.
والآن ما هي الطرق التي ساعدتكم في بناء علاقة إيجابية بينكم وبين طلابكم؟ شاركونا بها!
(هذا المقال من مدونة منصة أعناب، شاهده من هنا)
دعوة للتسجيل في عضوية أكاديمية سمارت فيجن البريطانية 🚀 فرصة مميزة للمدربين والمؤسسات! 🚀 نقدم لكم فرصة الانضمام إلى أكاديمية سمارت فيجن البريطانية من خلال الحصول على عضوية مدرب أو عضوية مؤسسة، سواء كانت سنوية أو دائمة. انضموا إلينا واستفيدوا من جميع المزايا التي نوفرها لأعضائنا. ✨ عرض خاص: احصلوا على خصم 20% من رسوم العضوية المقررة، وذلك لغاية يوم 15 يناير 2025! لا تفوتوا هذه الفرصة لتعزيز مهاراتكم وتطوير مؤسساتكم! نحن في انتظار انضمامكم كشركاء نجاح وتميز! 🌟